
هل حقًا قرار إطلاق النار بين حزب الله و اسرائيل سيستمر أو سيصل إلى توقيع اتفاقية بين طرفي المعادلة؟ وإن استمر ما انعكاسات نتائج وقف إطلاق النار على الضفة والقطاع؟.
أعلن مساء يوم الثلاثاء الساعة 11:45 بتاريخ 26/11/2024 السيد جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقف إطلاق النار بين حزب الله و اسرائيل على أن يبدأ الساعة الرابعة صباحًا من يوم الأربعاء حسب توقيت الأردن، هل فعلًا حققت اسرائيل أهدافها في لبنان للقبول بوقف إطلاق النار؟ الجواب: كان هدف اسرائيل في لبنان القضاء على حزب الله وإن اضطرت إلى غير ذلك فقد تلجأ اسرائيل إلى تحويل لبنان إلى إدارات مدنية لكل طائفة، وهذا لم يكن متوافقًا مع رأي أمريكا، ولذلك ضغطت الأخير على اسرائيل للقبول بوقف إطلاق النار، وحيث لم تستطع اسرائيل تحقيق أهدافها التي دفعت ثمنها بكلفة عالية، ويرى البعض أن قبول نتنياهو بوقف إطلاق النار مع حزب الله عبارة عن هدية للرئيس الأمريكي بايدن في أواخر فترته الرئاسية قبل تسليم الإدارة للرئيس دونالد ترامب، كما أن بعض المحللين السياسيين يرون أن هدية ترامب للرئيس الجديد ستكون القبول بوقف إطلاق النار في غزة وهذا ضمن إتفاقية سرية على ضوء اتفاق لبنان و اسرائيل.
ونحن نرى أن اختلاف وجهات النظر بين أمريكا في لبنان واسرائيل أدت إلى ضغوط مكثفة على الأخيرة لوقف إطلاق النار والقبول بذلك خوفًا من توسّع المشهد العسكري في المنطقة. وهذا يعني أن هناك تحوّلًا إلى الضفة والقطاع. وتستطيع اسرائيل بإمكاناتها أن تّحدث تغييرات جيوسياسية على غزة والضفة الغربية بسبب عدم تزويد مقاتلي حماس والضفة بالسلاح لعدم صلة هؤلاء بعمقهما العربي، ناهيك عن ان الدول العربية لا نيّة لديها بتزويد المقاتلين الفلسطينيين بالسلاح واللجوء إلى الدبلوماسية لإيجاد حل امثل للقضية الفلسطسنية.
النتائج المنظورة لوقف إطلاق النار حسب مقولة هنري كيسنجر ان الجيش الذي لا يعلن انتصاره على خصمه لا يعتبر منتصرًا، وأن المقاومة التي لا تستسلم ولا ترفع الراية البيضاء تعتبر منتصرة، ونستطيع القول أن لا غالب ولا مغلوب في لحظة وقف إطلاق النار، ويمكن القول أن أمريكا نجحت في تفكيك محور المقاومة ولم تعد مرتبطة بعضها ببعض، ناهيك عن التهديدات من قبل بعض أطراف محور المقاومة في اليمن والعراق أنهما لن يتركا غزة وحيدة وسيضطران إلى ضرب اسرائيل بأدواتهما من السلاح، لكن بالمقابل يرى بعض الساسة أو المحللين أن وقف إطلاق النار في غزة هو جزء جرى في لبنان لكن بصفقة مستقلة قد تظهر بوادرها بعد أيام من وقف إطلاق النار في لبنان و اسرائيل ، وقد تصل هذه الصفقة إلى مرحلة تسلّم ترامب الإدارة الأمريكية، وهذا يعني تأجيل ذلك للتأكد من التزام الأطراف المتحاربة في شمال فلسطين المحتلة.
إذن الهجمة بعد وقف إطلاق النار ستكون بالضغط التزايد على غزة والضفة الغربية حتى يحقق نتنياهو ما يُسمّى بالنصر المطلق على المقاومة الفلسطينية، ويتحكّم باليوم التالي للحرب ويضع بصماته على إدارة غزة والضفة، وأن لا يسمح بقيام دولة فلسطينية مهما بلغ الثمن، وقد يضطر إلى تصدير أزماته إلى دول عربية أخرى.