مؤسسة عين السلطان للدراسات

بعد صراع طويل في كل الاتجاهات سواء القضائية أو استطلاعات الرأي، تقدّم ترامب “الجمهوري” على منافسته كمالا هاريس الديمقراطية وكان فوزه كاسحًا، لم يتوقف المحللون السياسيون أو الخبراء في الانتخابات الأمريكية عند ظاهرة فوز ترامب. وهذا يدعو إلى التساؤل ما الفرق بين ترامب 2016 وترامب 2024؟ والسؤال ماذا قدّم ترامب 2016 لأهم قضية في العالم “فلسطين”؟ وما المتوقع من ترامب 2024 على مستوى الشرق الأوسط وما يجري فيه؟ والحرب الروسية الأوكرانية؟ وشرق آسيا “الصين” وإيران؟.

أولًا: كان آداء ترامب 2016 جائرًا على القضية الفلسطينية والشرق الأوسط، حيث قدّم القدس عاصمة لإسرائيل والجولان كذلك، كما وضع خارطة طريق للسلام سُميت حينها “صفقة القرن” وكان فيها مجحفًا بحق العرب والفلسطينيين، فقد سعى لاقتطاع أراضٍ عربية لتكون جزءًا من صفقة القرن. كما أوقف الدعم لوكالة الغوث، وأغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والمعونات لها ، وشنّ حربًا سياسية عليها واعتبرها جزءًا من الإرهاب العالمي، وهدّد العالم العربي بالسماح لإيران باحتلال الجزيرة العربية إذا لم يدفعوا لأمريكا مقابل حمايتهم من إيران وإلا سيتحدثون بالفارسية بعد أسبوع. أما في حملته الانتخابية 20024 صرّح بأن اسرائيل بحاجة إلى أرض للتوسع فالعرب لديهم مساحات واسعة واسرائيل جغرافيتها ضيقة وصغيرة.

ثانيًا: نجح ترامب ب 295 صوت من المجمع الانتخابي وشعبيًّا استطاع الحصول على الملايين من الأصوات مقابل منافسته هاريس، فقد كسر كل استطلاعات الرأي والتحليلات التي كانت تقدّر الفوز لأي من المرشحين بفارق ضئيل… مما أعطى نجاحه أو فوزه عنوانًا غريبًا. فهل نجح تحت التهديد للنظام السياسي الديمقراطي الأمريكي؟ أم كان سبب نجاحه عوامل أخرى قدمها له الحزب الديمقراطي على طبق من ذهب؟ هذا ما يمكن أن نوضحه.

نعم أظهر الحزب الديمقراطي ضعفًا في بناء منظومة انتخابية تدعم هاريس، بعد أن أصبحت زعيمة الحزب الديمقراطي في وقت متأخر، ناهيك عن موقف الإدارة أمام حكومة اسرائيل في الحرب التي شنتها على قطاع غزة وعدم امتثال هذه الحكومة لأوامر إدارة بايدن، مع أن بايدن فتح مخازن السلاح وتدفقه إلى الجيش الاسرائيلي ليتخلّص من حماس بعد طوفان الأقصى، فاستعمل السلاح ضد الأطفال والنساء والشيوخ وهدم البيوت وتسويتها بالأرض. فكانت أمريكا شريكة في جريمة إبادة سكان قطاع غزة. ولم تستطع أن تقدم شيئًا لقضية فلسطين مع ترديدها مصطلح حل الدولتين، وهكذا استفزت أمريكا الداخل الأمركي إنسانيُّا وأوروبا والعالم والعرب والمسلمين … فقدمت الإدارة الديمقراطية العديد من أسباب فشلها في تحقيق الفوز في الانتخابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *