مؤسسة عين السلطان للدراسات

فجأة قبل أيام كشفت الأنباء عن حادث تحطّم طائرة الرئيس الإيراني خلال لقائه رئيس أذربيجان حيث تتشارك الدولتان في إنشاء سد شمال بحر قزوين في أذربيجان الشرقية، وانتهى الخبر إلى صدمة للشعب الإيراني بوفاة الرئيس رئيسي ووزير خارجية إيران حسين أمير اللهيان وآخرون كانوا معه على متن الطائرة، والغريب أن طائرة الرئيس كانت تقلّ مجموعة من الرسميين وترافقها طائرتان أخريان،عادت الطائرتان وسقطت طائرة الرئيس، وبالتالي تراكمت مجموعة أسئلة في ذهن أي محلل سياسي أو كاتب، لماذا سقطت طائرة الرئيس ومن المستفيد من سقوطها؟

الإجابات على هذا السؤال متعددة ومتنوعة ومختلفة ومتضاربة. البعض يفسّر سقوط الطائرة بسبب الاحوال الجوية ووعورة المنطقة، فالضباب الكثيف منع الرؤية لدى الطيّار ومساعده وبالتالي اصطدمت الطائرة بقمم الجبال العالية، مما أدى إلى فقدان مَن كانوا عليها، وهنا نتساءل كيف عادت الطائرتان الأخريان سالمتان، وهما تشتركان في نفس الأجواء والمنطقة؟ هل تأثرت طائرة الرئيس فقط بالظروف الجوية ولم تتأثر الطائرتان المرافقتان لجولة الرئيس؟ ضبابية الموقف الرسمي الإيراني تشابهت مع ضبابية الظروف الجوية، فقد استغرق البحث عن طائرة الرئيس أربع عشرة ساعة إلى أن توصلت فرق الإنقاذ لمكان سقوط الطائرة، وأقرّت الجهات الرسمية فورًا قبل التحقيق في الحادث أن سقوط الطائرة كان سببه الظروف الجوية وكثافة الضباب وارتفاع الجبال وأنّ المنطقة منطقة غابات كثيفة ومن الصعب الوصول إلى المكان إلّا على الأقدام.

يقول خبراء الطيران أن الطائرة تستطيع أن تحلّق على ارتفاع 6 كيلومترات أن ارتفاع الجبال في المنطقة لا يتجاوز 1500 م، إذن باستطاعة قائد الطائرة أن يرتفع من 2 كم إلى 6 كم وبهذا يخرج من حالة الضباب والظروف الجوية السائدة في تلك المنطقة، إلّا إذا كان قائد الطائرة ليس محترفًا ومن غير المعقول أن يقود طائرة الرئيس والفريق المرافق طيّار لا خبرة عنده.

والسؤال الذي نطرحة هنا من يُفسّر حصول الحادث ليطمئن الناس أو الشعب الإيراني على حقيقة الأمر، إن الموت حق على كل الناس سواء أكانوا مسؤولين أو أناس عاديين، تعددت الأسباب والموت واحد.

كما أنه لم يتحدث أحد من المحللين السياسيين عن الصراع الداخلي الدائر في إيران، فهناك المحافظون والإصلاحيون والحرس الثوري وكل هؤلاء يتصارعون على قيادة إيران وعلى خلافة المرشد، فهل تحوم الدائرة والشكوك حول طرف من هؤلاء الأطراف؟ أم ان الحادث مفتعل من جهة خارجية تستفيد من إرباك السياسة الإيرانية كإسرائيل وأمريكا،

خصوصًا أن الصراع الظاهر بين اسرائيل وإيران يدور حول امتلاك أو عدم امتلاك السلاح النووي لأن ذلك يؤثر على وضع اسرائيل وإيران في الإقليم، أما أمريكا فقد سارعت إلى نفي علاقتها بالحادث، ناهيك عن أن دولة أذربيجان فيها قواعد أمريكية ولها علاقة مع اسرائيل لوجود جالية يهودية.

في النهاية التقرير الذي سيصدر عن الإدارة الإيرانية هو الذي يوضح أسباب الحادث وتفسيره، مع أن كثيرًا من الزعماء سقطت طائراتهم وماتوا وشبعوا موتًا ولم تُكشف أسباب هذه الحوادث.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *