مؤسسة عين السلطان للدراسات

قرار مجلس الأمن رقم 2728 الذي صدر مساء يوم الإثنين 25/3/2024 بخصوص وقف اطلاق النار في قطاع غزة في شهر رمضان أو ما تبقى منه  ، شريطة إطلاق الرهائن لدى حماس دون قيد أو شرط ، وجاء هذا القرار على خلفية أهمها ترميم صورة مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة ، وقد امتنعت أمريكا عن استخدام حق النقض ، وفي ذلك إشارة إلى الضغط على حكومة نتنياهو ، حيث لم يستجب الأخير إلى المحاولات الأمريكية بخصوص إقتحام رفح ، على كل لهذا القرار سلبيات وإيجابيات منها مايلي  :

أما السلبيات فهي أن القرار جاء من الباب السادس من ميثاق الأمم المتحدة ، فهو غير ملزم للطرف الإسرائيلي على تنفيذه ، و الشرط الرئيسي هو إطلاق سراح المعتقلين الإسرائيليين لدى حماس دون أن يكون ذكر للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، كذلك تحديد فترة وقف إطلاق النار فقط في رمضان ، ورمضان لم يبق منه سوى إسبوعين ، بمعنى أنه يمكن إطلاق يد الجيش الإسرائيلي بعد رمضان لفعل ما يرغب .

والإيجابيات فهي عدم إدانة حماس في نص القرار كما ورد في الإعلام ، واهمية هذا القرار أنه محاولة لفرك أذن نتنياهو من قبل أمريكا و تحجيمه كلما اقترب موعد الانتخابات الأمريكية حتى لاينعكس تأثيره على المرشح الديمقراطي الرئيس بايدن ، كما أن القرار جاء معززا لقرار المحكمة الدولية التي ادانت الجيش الإسرائيلي بارتكاب مجزرة تصل حد الإبادة ، إضافة لذلك المقاطعة الدولية مثل كولومبيا التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل ، وإعلان كثير من الدول عن وقف تصدير السلاح لإسرائيل .

ومع أن الرئيس الأمريكي فتح كل الأبواب المغلقة أمام الجيش الإسرائيلي في هجومه على غزة ، فارتكبوا المجازر ، حيث استشهد أكثر من 32000 مدني جلّهم من الأطفال والنساء ، إضافة إلى أكثر من 110000 جريح ، وتدمير أكثر من 80% من مباني  قطاع غزة ، حيث دكّت المباني والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ، ولم يبق سوى أشلاء من قطاع غزة ، ناهيك عن محاصرتهم ومنع دخول المساعدات الطبية والغذائية من أجل تجويع المدنيين وقتل الأطفال الرضع لعدم توفير الحليب لهم .

أما النتائج لهذا القرار فهي لا تمنع نتنياهو من شنّ هجومه على رفح ، حيث مليون ونصف مواطن فلسطيني سوف يتعرضون للإبادة إن نفذت إسرائيل الهجوم على رفح ، وقد تفشل الهدنة ويبدأ القتال من جديد ، إسرائيل تسعى لتحقيق نصر ما على المقاومة في غزة وهذا بعيد بعد السماء عن الأرض ، ونتنياهو يريد البقاء على كرسي الرئاسة وأن يظهر بصورة البطل الذي يدافع عن إسرائيل ، ومستقبل المنطقة مجهول بما فيها إسرائيل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *