مؤسسة عين السلطان للدراسات

بتنا في حالة تيه أو ضياع ، كيف ؟ وسائل الإعلام العربية مصرّة على أنّ خبراء التحليل السياسي والعسكري يتقاطرون على شاشات الفضائيات العربية ، وللأسف معظمهم يتبنون الرواية الإسرائيلية ووجهات نظرهم ، لم يفكّر أحد من هؤلاء أن الشعب الفلسطيني يكابد الاحتلال منذ مئة عام ونيّف ، لم ندرك أو يدرك الإعلام العربي أنّ هؤلاء تربوا منذ عشرات السنين على أن فلسطين أرض بلا شعب ، وأنّ اليهود أُبعدوا عن أرضهم منذ ألفي سنة ، وأنّ فلسطين الأرض المقدسة والموعودة لهم ، وأنّ الفلسطينيين لا علاقة لهم بفلسطين ، ونسي هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم نخبا سياسية ويدافعون عن إسرائيل …نسي هؤلاء أن رئيسهم الحالي جو بايدن صاحب فكرة أن دولة إسرائيل استثمارا أمريكيا في منطقة الشرق الأوسط ، مثلها مثل أي أسطول أمريكي ، أو حاملة طائرات هدفها أن تكون في مواجهة أية قوة عسكرية لحماية مصالحها في المنطقة ، وإخضاع المنطقة للسيطرة الأمريكية ، فالمهم في هذه المنطقة الجغرافيا لأنها في قلب العالم القديم ، وأنها مليئة بالثروات التي تحتاجها أمريكا ، بالإضافة إلى موقعها المتقدم أيام الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيلتي سابقا أو روسيا الاتحادية حاليا والشرق الآسيوي ودول إفريقيا .

ولذلك حين تدخلت المقاومة الفلسطينية في غزة نتيجة ما يجري في الضفة الغربية والقدس ، وقف بايدن منتصبا وأطلق تصريحه الشهير أننا مع إسرائيل ونقف إلى جانبها ، وزودها بالمال والسلاح في حربها على غزة ، فاستغل رئيس وزراء إسرائيل الحاقد على الأمة العربية من أيام مقتل أخيه جونثان في عملية عنتيبي في عام  1976 ، استغلّ الدعم الأمريكي لأنه حاقد على كل فلسطيني ، وحين أصبح رئيس وزراء إسرائيل عام 1996 وضع برنامجه في كتاب سماه ” مكان تحت الشمس ” هذا البرنامج جاء بعد إعلان مباديء أوسلو بثلاث سنوات ، وبالمختصر المفيد أنه لا وجود لدولة فلسطينية ، وأن الدولة الفلسطينية قائمة في الضفة الشرقية – أي المملكة الأردنية الهاشمية – وهذا ما يعني الأرض مقابل السلام في رأيه ، واتهم بريطانيا بأنها خدعت اليهود كما يقول .

في النهاية المحللون الغربيون في الفضائيات العربية لا حاجة لنا بهم والسبب انحيازهم الواضح لإسرائيل وفهمهم الخاطيء لقضيتنا ، وأمريكا هي المسؤولة عن الدم الذي يجري في الضفة والقطاع ، ونتنياهو المأزوم يريد أن يخرج من أزمته على حساب الدم الفلسطيني ، ولهذا لن يوقف سفك دماء أبناء االشعب الفلسطيني إلا من خلال الضغط الأمريكي عليه ووقف إطلاق النار ، أو قيام الشعب الإسرائيلي بالانتفاض عليه لأن حربه على الفلسطينيين شخصية ، وربما يلعب باتجاهات كثيرة لبقاءه في السلطة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *