
منذ أن بدأت الحرب على غزة بعد عملية السابع من أكتوبر التي قام بها المقاومون الفلسطينيون …..انتظرنا خلال القصف الهمجي الإسرائيلي الذي دمّر الكثير الكثير من أبنية قطاع غزة ، وبدأ يتصاعد عدد الشهداء المدنيين والجرحى إلى أن وصل لعشرات الآلاف …انتظرنا تدخلا من الدول العربية … وكالعادة كان التدخل بالشجب والاستنكار والخوف من توسع الحرب ،وتذكروا بعد أيام أن أهل غزة محاصرين وبحاجة للدواء والغذاء ، فحطّت الطائرات محملة بالخيرات والأكفان لأهل غزة ، واستثنوا كل عون لهم … حتى التلويح بالعين الحمراء لإسرائيل … وهاهم أهل غزة يقصفون ويذبحون على أعتاب وأنقاض بيوتهم ، حيث تهدّم البيوت على رؤوسهم …أطفالهم … نساءهم ، وشيوخهم يئنون وجعا وألماً ليس من الموت .. بل من القهر وهم يرون أشقاءهم العرب يتفرجون على مذابحهم من شاشات التلفزة ولايحركون ساكنا .
ذهبوا إلى مجلس الأمن فكانت أمريكا لهم بالمرصاد ، وكان الفيتو الأمريكي سيفا يشهر وجه المجموعة العربية ، فهي –أمريكا – الضامن والمدافع والداعم لإسرائيل ، فتوجهت المجموعة العربية إلى الجمعية العامة ، فكسبوا التصويت بمائة وعشرين صوتا لوقف الحرب … لكنهم كمن يحارب طواحين الهواء ، فقرارات الجمعية العامة لاتساوي الحبر المكتوب به القرار … فقد سبق وأن أصدرت قرارات في صالح القضية الفلسطينية وضد إسرائيل ولم ينفذ أي قرارمنها .
وجاءت القمة العربية الإسلامية … لكن للأسف لم ترقى نتائجها إلى أدنى حد من طموح الشعب الفلسطيني ، سوى دعم الغزيين بالمساعدات الغذائية والمناداة بحل الدولتين …وهذا مجرد كلام أوإبر تخدير مضى عليه ثلاثين عاما منذ أوسلو ، ثم تنادت الساحات التي تدّعي الوحدة في دول الممانعة ، ولكن للأسف سمعنا …. ولم نر طحنا ، فيا ليت الساحات تركت بدون وحدة على الأقل يعرف الناس في غزة أنهم يقاتلون لوحدهم ….وخرجت التظاهرات في أرجاء الوطن العربي فنام العرب ، وبقي العالم يتظاهر لنصرة فلسطين … وما زال الضمير نائما ولم يصح بعد وأقصد هنا الضمير العالمي ، والعمى أصاب العيون فلا يرون إلابعين واحدة ….بالأمس كانوا يلطمون ويصيحون على أوكرانيا … أما غزة فلا بواكي لها … حتى العرب يغضون الطرف عن غزة … لله دركم يا قوم ألهذا الحدّ تهون عليكم غزة التي سوّيت بالتراب ؟
ربّ وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتّم
لا مست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
فصبرا أهل غزة فإنّ موعدكم الجنة