مؤسسة عين السلطان للدراسات

يجيء وعد بلفور هذا العام الصادر في 2/11/1917 من قبل بريطانيا،  بأن منحت الحركة الصهيونية بزعامة هيرتزل وطنا قوميا في فلسطين ، وبعد مائة وستة أعوام – ها أنا أكتب و أشاهد القصف الإجرامي والعنيف على غزة – حيث ضحايا السلاح الإسرائيلي الفتّاك من سكان القطاع … أطفال يموتون بالآلاف ، وكذلك النساء والشباب والشيوخ ، قطاع غزة تُسوّى أبنيته بالأرض من أجل الانتقام من المقاومة الفلسطينية  ، التي هشّمت صورة وهيبة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ، فهي تعترف  في حربها بأنها تواجه رجالا أشدّاء يقاومون محاولات جيش إسرائيل السيطرة على أجزاء من غزة ، ويحاول رئيس وزراءها ووزير دفاعه وبقية المجلس العسكري المصغّر أن يصنع من وهمه نصرا على المقاومة هو ومتطرفيه .

لم تكتف بريطانيا وحليفتها أمريكا بعد قرن ويزيد عما فعلته بحق الشعب الفلسطيني ، بل جاءوا بأساطيلهم وبوارجهم ليقدموا الدعم المادي والمعنوي ، هذه هدية بريطانيا للفلسطينيين بعد قرن من الزمان …. حتى اعتذار لم تقدّم للشعب الفلسطيني بل أيدّت وتؤيّد المجازر الإسرائيلئة  ، ليس غريبا عنها  فقد ساعدت العصابات الصهيونية بذبح الفلسطينيين في مجازر عديدة حتى تقيم الحركة الصهيونية  ما يسمّى بدولة إسرائيل ، ويُهجّر الشعب الفلسطيني عام 1948  من القرن الماضي خارج بلاده وأرضه ،  ويترك كل ماله غصبا عنه ، وها هي اليوم تجيءُ مع حليفتها زعيمة العالم  – أمريكا – اليوم لتحمي إسرائيل النازية ، وإطلاق يدها لإخلاء قطاع غزة من السكان وإن استطاعت ستفعل هذا بالضفة الغربية ، وربما ستطرد الفلسطينيين داخل ما يسمّى الخط الأخضر، لتصبح فلسطين التاريخية دولة يهودية نقية كما يعتقد نتنياهو وحلفاؤه ، وشطب شعب بأكمله عن الوجود ومن حقه في أرضه … ومن حقه في الحياة …ومن حقه في الوجود … إن استطاعت .

الدولة التي يجب محاسبتها بعد أمريكا على اشتراكها في المجازر التي ترتكب بحق شعبنا في فلسطين هي بريطانيا … فهي العدو اللدود للشعب الفلسطيني لأنها سبب نكبات هذا الشعب ، وسبب شتاته وكل المصائب التي حلّت به ، الضحايا الذين يسقطون كلّ يوم دماؤهم في رقبة بريطانيا ورقبة أمريكا وكل من ساند إسرائيل ودعمها بالمال والسلاح ، قبل السابع من أكتوبر كان العمى يسيطر على عيون الغرب المتوحش ، فهم لم يروا من يقتل يوميا … ويعتقل ,,,وتهدّم بيوتهم … وتدنّس مساجدهم …وتستباح أرضهم لبناء المستوطنات التي ويحاطون بجدار الفصل العنصري الذي يمنعهم حتى من وصول مزارعهم ، أليس هذا إرهابا …أليست كل ما تقوم به إسرائيل من استفزاز يومي بافعالها التي ذكرنا جزءا منها هي محض إرهاب ! ، وهل الشعب الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال يعتبر إرهابا ، لقد منحت كل الشرائع التي خلقها البشر والشرائع السماوية حق كل من تُحتلُّ أرضه أن يدافع من دونها .

من جاء بالبولندي اليهودي والروسي والفرنسي والبريطاني وغيره وغيره أليست بريطانيا صاحبة وعد بلفور ؟ …. والمصيبة أنّ دول الغرب المؤيدة لإسرائيل تدّعي أنها تدافع عن نفسها ، يبدو أنّ الذاكرة الغربية مُسحت فلم يعودوا يميزون بين الصح والخطأ …بين الحق والباطل … بين الحقيقة والكذب … بين الظالم والمظلوم … بين من المعتدي والمعتدى عليه .

قيل قديما : ” من لم يستح يصنع ما يشاء ” ، وأيضا قيك في الأمثال العربية : ” لا يفلّ الحديد إلاّ الحديد ” وها هي المقاومة تصنع بريق أمل للانتصار على عدو متغطرس … على عدوٍ جاءه الغرب بقدهم وقديدهم ليرفعوا معنوياتهم  ، مؤيدين له ومناصرين … جاء زعيم العالم جو بايدن الذي قال في شبابه : – معتبرا وجود إسرائيل استثمار – لو لم تكن إسرائيل موجودة لأوجدناها ، فكيف يكون أمينا ووسيطا عادلا في السلام على مبدأ حل الدولتين ، وقد شارك في المجلس العسكري معلنا قبلها نحن بجانب إسرائيل ، وبعده رئيس وزراء بريطانيا ذوي الأصول الهندية ، فلو رآه نهرو وغاندي لتبرأوا منه ، وكذلك الرئيس الفرنسي ماكرون … زعماء القوى العظمى وأصحاب القيم الكاذبة للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *