مؤسسة عين السلطان للدراسات

الارتداد الذي تركته عملية المقاومة الفلسطينية حيث تركت آثارا نفسية على مواطني دولة الكيان الصهيوني ، كما تركت أيضا عدم الثقة في الجيش الصهيوني الذي لا يقهر ، وكان من نتائج ذلك خروج المظاهرات في شوارع تل أبيب رافعة شعار مسؤولية نتنياهو عن وقوع أبناءهم في ألأسر ، ويطالبون الحكومة بإرجاع ذويهم إليهم ، ونعرف أنّ هؤلاء ورقة في يد المقاومة لمساومة دولة الاحتلال حول إطلاق سراح الأسرى في سجون الاحتلال ، ويتجاوز عدد الأسرى ستة آلاف بين أسير وموقوف إداري .

ومع أنّ أمريكا وقفت علنا بجانب إسرائيل ، واستعدت بإعطائها الغطاء لفعل ما تريد في قطاع غزة حتى تجاوز الأمر حدود الدفاع عن النفس كما يدّعي الغرب ، وزودت أمريكا ربيبتها بالسلاح الفتّاك ، فوجهت حاملات الطائرات  والبوارج الحربية وكذلك بريطانيا مؤسسة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين ، فأصبحت اللعبة ليست بيد أمريكا ، حيث أصبح البحر المتوسط حوضا لصراع الأساطيل بسبب تواجد قواعد روسية في اللاذقية ، ويرى البعض أنّ هذه الأساطيل تحمل رسائل للقوى الإقليمية في الشرق الأوسط ولروسيا والصين ، وهناك من يرى أن الفشل الأمريكي والغربي في حرب أوكرانيا وروسيا يحاول هذا الطرف تعويضه  في إقليم الشرق الأوسط .

المسألة ليست غزة بل هي أكبر من ذلك ، فكما صرّح نتنياهو- الذي يريد أن يصدّر أزمته وأزمة نظامه السياسي – أن الشرق الأوسط قبل الحرب سيكون مختلفا بعد الحرب ، بمعنى أن هناك خارطة جديدة للشرق الأوسط ، أو ربما سيطال التغيير مجموعة من الدول العربية حتى تكون لإسرائيل القيادة او السيطرة في إقليم الشرق الأوسط ، من هنا نرى أنّ نواة النظام العالمي الجديد ستنطلق من إقليمنا العربي ، وسيكون للوطن لعربي دورا في تشكيل هذا النظام ، مع روسيا والصين الحاضران الغائبان في الإقليم ولم يظهر دورهما بالشكل الصحيح .

خلاصة القول أنه في حال الحرب البرية إذا اندلعت فالخسارة للجميع ، ومعلوم أنّ القضية الفلسطينية توحّد العرب جميعا دون استثناء ، لكن الموقف العربي متردد وخجول والشعوب هي التي تحرّك المواقف تجاه الصراع ، ويكفي أنّ ما حصل وضع القضية الفلسطينية في أولويات الأمة العربية ، وعلى طاولة العالم ، حيث نسي العالم قطاع غزة محاصرا منذ ستة عشر عاما ، ومفهوم حل الدولتين بات مصطلحا ميتا ونسوا شيئا اسمه القضية .

وأخيرا فإن المنطقة متجهة نحو كل الاحتمالات ، ولن يكون هناك أمر مخالف لكل المعايير التي يتوقعها المحللون السياسيون ، بل ستختلف الحسابات حسب ما سيجري في الحرب البرية المنتظرة ونتائجها ، ولهذا إصرار رئيس وزراء إسرائيل على سحق حماس كي ينقذ نفسه وإلا سيكون سقوطه مدويا ، ومع ذلك بغض النظر عن نتائج الحرب البرية فإن سقوطه مؤكدا في المستقبل ، فالمنطقة بكل دولها مأزومة ومتوترة والكل يحاول أن يصدر أزمته على الآخرين ليخرج بسلام ، حتى الأوروبيون مأزومين بسبب التبعية في سياساتهم خاصة في علاقاتهم الأوروبية الأمريكية، بالأمس في مؤتمر السلام في العاصمة الجديدة لجمهورية مصر العربية انقسم المؤتمرون إلى قسمين : قسم وقف مع المقاومة ولا يوافق على إدانتها وهم العرب – ما عدا أمين عام جامعة الدول العربية – وبقية دول العالم تريد إدانة المقاومة ، وانتهى المؤتمر بدون بيان نهائي …. وهكذا سجل المؤتم فشله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *