مؤسسة عين السلطان للدراسات

لم يتوقع أحد ما عملية المقاومة الفلسطينية التي انطلقت من غزة تجاه الأراضي المحتلة يوم السابع من اكتوبر لهذا العام ، حيث أحدثت زلزالا في أوساط الإسرائيلين من حكومة وشعب وجيش ومؤسسات أمنية ، حتى العرب تفاجأوا بما حصل ، وكذلك الأوساط الغربية ، إذ كانت العملية نوعية من الناحية العسكرية كما يرى المحللون العسكريون … القتال مازال قائما وأنا أكتب هذه الكلمات ، لم تستوعب إسرائيل الدرس حيث أطلقت يد المتطرف سموتريتش وبن غافير والمستوطنين على المدنيين إذ تمّ تسليحهم ليستبيحوا الضفة الغربية وأماكن العبادة ، فمنذ اليوم الأول من هذا العام وسفك الدماء الفلسطينية يوميا دون استثناء …. تشريد…..اعتقال…..هدم بيوت … أسوار … نقاط تفتيش … جرف الأشجار والأراضي … منع الحركة من وإلى الأراضي الفلسطينية في الداخل … الهجوم على المخيمات مخيما وراء مخيم … ناهيك عن بناء المستوطنا على أراضي الضفة الغربية ، لم يسلم من بنادق الجيش الإسرائيلي ، ومن سلاح المستوطنين لا كبيرا ولا صغيرا .

كل ذلك لا يدعوا إلى ما قامت به المقاومة الفلسطينية ، فحين وقعت منظمة التحرير الفلسطينية إعلان مباديء أوسلو عام 1993 واعترفت بإسرائيل ، ماذا استفاد الفلسطينيون من أوسلو ؟ لقد كان الوضع تحت الاحتلال قبل أوسلو أفضل من بعده ، لقد ضحكوا على الفلسطينيين هذا ما قاله يوسي بيلين : ” ليس ذنبنا أن الفلسطينيين صدقونا ” وهذا يعني أنّ عملية السلام كذبة صدقها الفلسطينيون والعرب معهم .

ومع أنّ ما قامت به المقاومة يعتبر متسقا مع القانون الدولي – حسب اتفاقية جنيف –  الذي يجيز المقاومة لمن احتلت أرضه ، فقد قامت إسرائيل بمجازر ضد الشعب الفلسطيني لا تعدّ ولا تحصى ، لم نر الأساطيل وحاملات الطائرات تجوب البحر المتوسط لحماية الفلسطينيين خاصة بريطانيا صاحبة التاريخ الأسود مع الفلسطينيين ، فهي صاحبة وعد بلفور الذي أعطى الحركة الصهيونية إقامة وطنا قوميا لهم على أرض فلسطين ، والآن تأتينا بحاملة الطائرات لتحمي إسرائيل ممن ؟ من قطاع غزة الذي مساحته 360 كيلومتر مربع ، وكأنها تجهز نفسها لإمبراطورية .

أما الولايات المتحدة الراعي والوسيط للسلام فقد أرسلت البارجة فورد لسواحل فلسطين التاريخية ، وهي تنادي بحل الدولتين ولم تفعل شيئا ، جاءت لحماية حليفتها إسرائيل ، وأعلنت من أول دقيقة أنها مع إسرائيل وبجانبها ، وتعهد وزير خارجيتها ودفاعها بالوقوف مع إسرائيل ودعمها معنويا وماديا بثمانية مليارات وبالسلاح ، فهل يكون الوسيط في قضية ما منحازا إلى طرف دون آخر ، في هذه الحالة ماذا يطلق على هذا الوسيط ؟.

في النهاية هناك مخطط للقضية الفلسطينية ، هذا المخطط يسلك نهج تصفية القضية الفلسطينية بالاستعانة بالقوى الكبرى في الغرب ، أما ما يجري الآن فهو متشابك ومترابط ، وهناك قضايا وتحليلات متداخلة تحتاج إلى تفصيلات وإيضاح أكثر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *