مؤسسة عين السلطان للدراسات

يبحث الشباب الفلسطيني الذي ولد عام التوقيع على إعلان أوسلو 1993 فما وجدوا شيئا ، وجدوا وضعا سيئا وهشا في الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 ، وكأن صحوتهم تشابهت مع قصة أهل الكهف ، فظنوا أنّ الصراع ما زال على فلسطين التاريخية ، لم يختلف شيء سوى أنهم يرون يافطات معلقة على أبنية تشير إلى وجود شيء إسمه السلطة الوطنية الفلسطينية ، ولم يجدوا يافطات منظمة التحرير الفلسطينية وكأنها اختفت وبقيت في الملفات فقط من أجل الذاكرة الفلسطينية ، على أي حال إعلان أوسلو جاء على خلفيات متعددة نذكر منها  : أن الحدود الطبيعية أصبحت لاأهمية لها مع وجود الصواريخ البالستية بعيدة المدى ، هذا ما قاله الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب بعد حرب تحرير الكويت عام 1991 من غزو العراق ، وسبق ذلك أن المقاومة الفلسطينية لم تعد على تماس مع حدود المحتل ، بعد حرب 1982 على لبنان التي كان يقودها شارون لإخراج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بالتعاون مع جهات أخرى ، وفعلا خرجت المنظمة وتوزع مقاتلوها على عدد من الدول العربية كأن أهمها تونس التي احتضنت القيادة الفلسطينية ، ولم تبق أوراق في يد منظمة التحرير سوى الانتفاضة الأولى التي عمَت كل الأراضي المحتلة 1967 .

وجاء مؤتمر مدريد الذي فتح البوابة السرية للمفاوضات  في عاصمة النرويج أوسلو ، بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ، … في الحقيقة شكّلت هذا فرصة تاريخية لعودة منظمة التحرير إلى الساحة السياسية ، وإلا لبقيت في المنافي ولن تحقق شيئا ،ووُقع هذا الاتفاق بتنازل منظمة التحرير عن 78 % من أراضي فلسطين التاريخية ، وشطب إزالة إسرائيل عن الوجود من ميثاق منظمة التحرير والاعتراف بينهما على أساس الأرض مقابل السلام .

ما أهم محتويات إعلان أوسلو ؟ : التسيير الذاتي للضفة والقطاع ، الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من الضفة وقطاع غزة ، التفاوض المستقبلي على الحدود ، المياه ، القدس ، المستوطنات ، ملف اللاجئين ، وأخيرا الأمن ، طبعا الاتفاق أثار الكثير والجدل والانقسامات في الشرق الأوسط ، وقد تمّ توقيع اتفاقات إضافية بين الطرفين لتطوير العلاقات ، ولكن التقدم نحو تحقيق السلام بقي متعثرا ، فقام الجناح المتطرف في إسرائيل باغتيال اسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك الذي وقّع على إعلان أوسلو ، وفي تلك الفترة حين وُقِع إعلان أوسلو عام 1993 على أن تعلن الدولة بعد خمس سنوات جرى الالتفاف على الاتفاقية ، فوقعت اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995 ، واتفاقية وايا في فلوريدا عام 1998 ومفاوضات الوضع النهائي التي لم يحقق منها شيئا ، فجاءت المبادرة العربية عام 2002 ولم ينفذ منها شيئا حيث ” قال يوسي بيلين : مشكلة الفلسطينيون أنهم صدقونا “، ولكن بموضوعية سؤال يطرح هل لأوسلو سلبيات وإيجابيات ؟ نعم له إيجابيات أنه أعطى فرصة لدخول منظمة التحرير إلى الوطن وبناء مؤسساتها في الداخل ، وكان حلم كل فلسطيني أن يكون السلام فكان عكس ذلك لم تلتزم إسرائيل بالاتفاق ، بل أججت الصراع وكأن السلام كان وهما  ، وبدأت إسرائيل بالاعتداء على الفلسطينيين بكل الاشكال والوسائل والطرق … ففتش الفلسطينيون عن إعلان أوسلو ولم يجدوه ولم يلمسوا نتائجه التي تهمهم  …..وما زال البحث جاريا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *