مؤسسة عين السلطان للدراسات

من وراء ما سميّ بيان العار ؟ وما هدف الكتاب والمثقفين الذين وقعوا عليه لإدانة الرئيس أبومازن ؟ وهل يدافعون عن القضية الفلسطينية بهذه الطريقة ؟ القضية ليست بحاجة إلى هذه الضجة والانفعال ، فقضية فلسطين ثابتة كشموخ جبالها وسهولها ووديانها ، وهي ليست بحاجة إلى من يدافع عنها بهذه الطريقة ، لكن الرواية العبثية التي جاءت في البيان الذي تم التوقيع عليه من قبل الكتاب العرب وبعض الفلسطينيين ، يشير أنّه وراءالأكمة ما وراءها !!! فالرواية الفلسطينية لم تتجاوز حدودها ، والشعب الفلسطيني ليس مسؤولا عن المحرقة النازية ومعتقلات اليهود في أوروبا ،هذه الهجمة مفتعلة ولا تعني شيئا للشعب الفلسطيني ولا لرئيس السلطة الوطنية .

صحيح أن جدلية الاختلاف في أوساط بعض الفلسطينيين عالية ، إلا أنّ محاولة التلبيس والتدليس والإشارة لمعاداة السامية والمحرقة لا تؤثران على الموقف الفلسطيني فهو ثابت كصخر فلسطين ، ودوما يتعرض لحملات مشبوهة تهدف الانتقاص من الرواية الفلسطينية ومحاولة إخراجها من دائرة الحقيقة … ربما أخطأ بعض الذين وقعوا على البيان … لكننا لا نعرف ظروفهم ، ولا نعرف البيئة التي يمارسون فيها الدفاع عن القضية ، هم ليسوا في الساحات العربية …. من كان منهم في ساحة عربية فقد ارتكب حماقة بالتوقيع ، وغير ذلك بحاجة لدراسة ظروف التوقيع …. المحرقة ليست من صنع العرب أو الفلسطينيين ، فقد عاش اليهود العرب في أوطانهم العربية معززين مكرمين ، لكن انحيازهم للكيان الاسرائيلي واستغلاله لهم صنع منهم أعداءا لأمتهم العربية .

ولهذا يرى البعض أن البيان فقد هدفه وتوازنه في معادلة القضية الفلسطينية ، وعلينا أن لا نفقد أعصابنا ويعترينا الخوف ونشكك بوطنية بعض من وقعوا ، وأرى أن البيان لا يستحق ردة الفعل الغاضبة ، واستخدام لغة الاستعداء والإعدام السياسي للموقعين ، ويكفي تجزيء الحالة الفلسطينية أكثر من ذلك ، وعلى الذين أشعلوا معركة البيان أن يتداركوا الانسياق وراء مثل هذ القضايا التي لا تقدم ولا تؤخر ، فلسنا بحاجة إلى التوسع في الفرقة ، وعلى المسؤولين في السلطة أن يتواصلوا مع الكتاب والمثقفين الفلسطينيين في الداخل والخارج ” الشتات ” فهم حرّاس القضية ، وعليهم ردم المقاطعة والتواصل مع الخارج خصوصا ، وأن لا نسمح للندية والعداء تصل حدّ القطيعة بين جميع الأطراف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *