مؤسسة عين السلطان للدراسات

اشتعل الشارع الليبي اليوم جرّاء اللقاء الذي تم بين وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش ووزير خارجية الكيان الإسرائيلي إيلي كوهين ، وقام الشعب الليبي بحرق العلم الإسرائيلي ، وقد تم إقالة الوزيرة الليبية التي أجرت اللقاء ، وتمّ استدعاءها للتحقيق أمام مجلس النواب ، لكن قامت الحكومة الليبية بتهريبها خارج البلاد إلى تركيا ومن ثمّ إلى لندن حيث تعيش عائلتها ، ووجهت أميركا اللوم إلى حكومة نتنياهو حيث قام وزير خارجيته بالتصريح حول اللقاء وأفسد بذلك خطة التطبيع مع ليبيا ، السؤال المطروح حول ماجرى ، هل ذهبت المنقوش إلى لقاء كوهين كما يقولون  “من نخلها لعدلها ” أم أن حكومة فايز الدبيبة كانت وراء ذلك ؟ ، التخبط  من خلال التصريحات حول هذا الموضوع توشي بشيء ، فقد فضحت الصحف العبرية هذا اللقاء ، وأن الاتصالات كانت قائمة بين الإسرائيليين وشخصيات سياسية وعسكرية ليبية على أعلى المستويات ، وكان العمل بصمت دون علم الكثير من الساسة الليبيين والشعب الليبي الذي يرفض التطبيع و إقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ، لكن وساطة رئيسة وزراء إيطاليا التي شجعت اللقاء بين الوزيرين لم تدرك بأن هؤلاء أحفاد عمر المختار الذي قال لموسوليني يومها : نموت أو ننتصر ، فظنت أنها مازالت تستعمر ليبيا ، وأن بإمكانها فعل ما تريد .

الافصاح عن اللقاء تردد في الصحافة  العبرية بأنه فتاشة لقياس ردة الفعل الشعبي ، والحمد لله كانت كانت ردة الفعل للشعب الليبي عالية المستوى لدرجة أنهم أحرقوا بيت نجلاء المنقوش – مع أننا ضد التخريب كيفما كان – لكن هذا ما حصل ، وإذا أردنا أن نسأل ، هل من المعقول أنّ رئيس الوزراء لا يعرف شيئا عن لقاء وزيرته ؟ … غريب أن لايعرف رئيس الوزراء أين وزيرته ، ومع من تجتمع ، وما الهدف من ذلك ؟  فقد تبرأ منها ومن لقاءها ،  ليحمي نفسه من الطوفان الليبي ، وما هذف إيطاليا من هذا اللقاء أن تصنع التطبيع بين ليبيا وإسرائيل ؟ .

قضية التطبيع عقدة إسرائيل مع الشعوب العربية ، لأنها بهذه العملية تظن أنها تنال الشرعية ، قد تنالها من جانب النظام الرسمي العربي ، لكن لن تنالها من الشعوب العربية قاطبة دون استثناء ، فإسرائيل ليست دولة تكافيء أية دولة عربية من أصغرها إلى أكبرها … ولا يجوز أن نعتبرها كذلك ، فالأمة العربية الممتدة من الأطلسي غربا إلى الخليج العربي شرقا على مساحة أربعة عشر مليون كيلومتر مربع ، وأكثر من أربعمائة وخمسين مليون نسمة لن يخضعوا لرغبات إسرائيل ، وقد رأت اليوم ردة فعل الشعب الليبي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *