مؤسسة عين السلطان للدراسات

هل سيبدأ تمزيق ملف اللاجئين  من هنا … من مخيم عين الحلوة ؟ أم أن ما يجري في المخيم هو صراع البقاء حتى يأتي فرج الله ؟ ، الحكاية ليست قصة ولاهي رواية ، بل مأساة شعب كان مستقرا وهادي البال إلى أن جاء وعد بلفور نتاج الحرب العالمية الأولى ، وقضى هذا الوعد بمنح فلسطين للحركة الصهيونية لإنشاء وطن على أرض ليست ملكا لبريطانيا ، وجاءت الحرب العالمية الثانية ليكون نتاجها قيام دولة إسرائيل على مساحة 78% من أرض فلسطين ، وهكذا تم ّ تهجير ما يقارب المليون فلسطيني إلى دول الطوق في بلاد الشام ، وفي نفس العام صدر قرار الأمم المتحدة 194 الذي يقضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم وتعويضهم ، واستمرت القضية حتى ساعة كتابة هذا المقال – أي 75 عاما – وانتهى بها المطاف لأن تكون قضية المخيمات بعنوان ملف اللاجئين في مباديء إعلان أوسلو عام 1993 ، ما يجري في مخيم عين الحلوة نتاج سلسلة اجتماعات ، لأن أحد الأطراف لديه أزمة داخلية ، فتحركت إسرائيل مستغلة الوضع لإشعال الخلاف ، والطرف المأزوم وظّف جهات …  يعتقد أنه استخدمها لصالحه .

من يجرؤ على تجاوز ملف  اللاجئين وينثره في الهواء ؟ طبعا لا أحد يستطيع فعل ذلك ، ومن يجرؤ على القول : أنا أمثّل اللاجئين وهو لم يفعل شيئا لهم ؟ ، كلنا رأينا أنّ الصراع على أشدّه ضد المخيمات في الخارج والداخل … هدفه مسح المخيمات ، وما معنى الهجوم على مخيمات الضفة وقطاع غزة ؟ ، وما معنى ما يجري وجرى في مخيمات لبنان وغيرها ، وما ذا يحضّر لها ؟ كل هذه الأسئلة المطروحة  … من يجيب عليها ؟.

لا نستغرب أنّ الأدوات الإسرائيلية تفعل فعلها في المخيمات لترتكب حماقات ظنا منها أنها ستقضي على ملف اللاجئين ، وتنهي حق العودة ، حتى وإن لم تعد المخيمات تتسع لللاجئين ، فالمعنى أن جغرافيا المخيم رمز لملف من أخطر الملفات في القضية الفلسطينية ، وهنا لا نعني أ نّ تعداد سكان المخيمات هو اللاجئين ، فالمخيم سكنه ويسكنه كل لاجيء لأنه جزء من القضية الكبرى ، فلا تجعلوا من مخيم عين الحلوة بداية الشرارة لحرق ملف اللاجئين ، ولا تصمتوا على ما يجري في لبنان لأهميتها كدولة عربية … فهي تعتبر قضيتنا جزء من مقدساتها … وتاريخها يشهد على اختلاف طوائفها … مواقفها مهمة في القضية الفلسطينية … ودورها مشهود له في النضال ضد العدو المشترك ، ونقول لأشقائنا اللبنانيين : لا تسمحوا لمعاول الهدم أن تنسف دوركم وموقفكم المشرف على امتداد النضال الفلسطيني ، فقد احتضنتم اللاجئين الفلسطينيين كما غيركم، فلا تسمحوا لأيدي العابثين أن يرتكبوا حماقاتهم على أرضكم ، ليحققوا هدف العدو الإسرائيلي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *