مؤسسة عين السلطان للدراسات

الاجتماع الذي تم بين العراق وسوريا زلزل الإقليم وأربكه ، حيث شعرت دول الإقليم بذلك وبدأت حراكاتها بدءا من إسرائيل التي ضربت سوريا قبل أيام  بحجة أنها تضرب القواعد الإيرانية ، وهي تسعى للفت الأنظار بعيدا عن أزمتها الداخلية ، وتركيا بدأت تتحرك داخل الإقليم بحثا عن استثمارات عربية ، أما إيران فلم ترض عن اللقاء لأنها تعتبره خروجا من بيت الطاعة ، ومحاولات إثيوبيا الضغط على مصر والسودان الجريح من خلال سدّ النهضة ، ومصر مستهدفة بما يجري حولها من كوارث ، فهل تظن دول الإقليم هذه أنها تتساوى مع الوطن العربي بمساحته وشعوبه الممتدة من جنوب غرب أسيا إلى شمال إفريقيا حتى بحر الظلمات ” الأطلسي ” ؟ .

فهل اللقاء العراقي السوري نقطة تحوّل بالعودة إلى مشروع الهلال الخصيب ، الذي قد تلجأ إليه مصر إذا شعرت أنه يتم التضييق عليها من قبل دول الخليج وتنضم لهذا المشروع ، ربما تكون الصورة أوضح في حال جدية اللقاء السوري العراقي ، مما يُدخل مشروع الهلال الخصيب في إطاره الصحيح ، ويسمح بإعادة تنظيم الإقليم إلى مكانته العالمية ووضعه الصحيح ، إذ لايمكن أن تضاهي دول الإقليم المجموعة العربية بمساحتها وثرواتها ، فهي تشكل أكبر إثنية على سطح الكرة الأرضية ، ولا تتساوى معها أية إثنية عرقية برغم وجود إثنيات عرقية خليطة أخرى .

وحين نعود إلى ما يجري من حركة دؤوبة في العالم لإعادة صياغة نظامه العالمي الجديد ، والاهتمام القديم الجديد بالعالم العربي ، نطرح السؤال المهم : هل سيدخل العالم العربي هذا النظام الجديد من البوابة الأمريكية فقط ، أم من البوابة الروسية الصينية ، أو من البوبة الأوروبية ؟ هذه الأسئلة وسابقتها تحتاج إلى إجابة عقلانية موضوعية بحيث يكون المضمون للإجابة منطقيا يقبله العقل والمنطق أيضا .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *