مؤسسة عين السلطان للدراسات

تاريخياً، كانت إسرائيل وما زالت تمثل مشروعاً غربياً في الشرق الأوسط، فقد تأسست بتأييد من الغرب عام 1948 حسب وعد بلفور البريطاني ، واستغلال ضعف العالم العربي والإسلامي بسبب الاستعمار لهذه الدول  بعد الحرب العالمية الأولى والثانية ، وتقسيم الوطن العربي من قبل بريطانيا وفرنسا  او ما يطلق عليه ” سايكس بيكو ” . إن إسرائيل تمثل وجهة نظر تاريخية مزيفة ومثيرة للجدل، حيث يرى الغرب  فيها دولة ذات قيم ديمقراطية ، بينما يرى البعض الآخر فيها دولة غير مشروعة وغير قانونية لأنها استولت على أرض شعب بتشجيع من بريطانيا ، فقتلت وشردت أصحاب ألأرض الأصليين خارج وطنهم وأرضهم وموطنهم الأصلي

ومنذ إنشائها في عام 1948، تم دعمها من قبل الغرب ودعموها بالأموال والتكنولوجيا لتحقيق إنجازات ملموسة في إسرائيل ، حيث تم تطوير قطاعات مختلفة من الاقتصاد والتكنولوجيا العسكرية بفضل مفاعل ديمونا الفرنسي . ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن مشروع إسرائيل الغربي قد انتهىت صلاحيته، خاصة في ظل الأحداث الأخيرة.

يعود هذا الاعتقاد إلى عدة عوامل، بما في ذلك النزاع الدائر بين إسرائيل وفلسطين، والذي يمتد منذ أكثر من 75 عاماً. فالصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي قد أصبح من الصعب حله، خاصةً في ظل عدم التزام الحكومة الإسرائيلية بقرارات الأمم المتحدة، وعدم احترام الحقوق الإنسانية للفلسطينيين.

علاوة على ذلك، تزايدت الانتقادات الدولية ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وخاصةً فيما يتعلق بالمستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. فالمستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي، وتمثل عائقاً أمام أي حل سلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وإضافة إلى ذلك، فإن الأحداث الأخيرة في إسرائيل، مثل الهجمات العنيفة في قطاع غزة والتوترات في القدس، أظهرت ضرورة البحث عن حل سياسي دائم وشامل للصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي. فالعنف والتصعيد الحالي لا يمكن أن يستمر بشكل مستدام، ويتطلب حلاً سياسياً يلبي حقوق الجميع ويحافظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وفي النهاية، يجب على المجتمع الدولي أن يعمل على دعم الحوار والتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإيجاد حل سلمي دائم ، و الضعط على الحكومة الإسرائيلية للالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي وحق العودة لللاجئيين الفلسطينين ، ووضع حد للاستيطان والعنف والتصعيد في المنطقةباستمرار ، ومطاردة الفلسطينيين وقتلهم أو سجنهم وتدمير بيوتهم وأشجارهم ، وكأنهم يعيشون في سجن كبير من الحصار والتضييق على حركتهم في الداخل .

ولكن، لتحقيق ذلك، يتطلب الأمر إرادة سياسية قوية دولية وجادة من جميع الأطراف، وعدم الالتزام بالإجراءات غير المجدية التي تزيد من التوترات وتصعِّيد الصراع بين الجانبين. وفي هذا الصدد، يمكن للمجتمع الدولي أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق السلام في المنطقة، وذلك من خلال دعم الجهود الدبلوماسية والتحركات الحميدة التي تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتحقيق العدالة للفلسطينيين.

وفي النهاية، يجب على الجميع التفكير في مستقبل المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار فيها، وعدم الاستمرار في الصراع والعنف الذي لن يؤدي إلا إلى تعزيز الكراهية والتوترات بين الجانبين. وإذا تمكنت الأطراف المعنية من التعاون والتفاهم والالتزام بحقوق الإنسان والقانون الدولي، فإنه يمكن تحقيق السلام في المنطقة والعيش في سلام واستقرار مع بعضها البعض ،وإلاّ فإن المستقبل يكتب نهاية المشروع الإسرائيلي المدعوم من الغرب .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *