مؤسسة عين السلطان للدراسات

تعد مشكلة الاقتتال في السودان من أكبر التحديات التي تواجه البلاد منذ عقود، وقد بدأت هذه المشكلة في الظهور في سبعينيات القرن الماضي واستمرت حتى الآن. تتمثل جذور هذه المشكلة في عدة عوامل، من بينها الخلافات العرقية والدينية والسياسية والاقتصادية.

في عام 1983، أعلنت الحكومة السودانية الانتقالية العسكرية بزعامة جعفر النميري السابقة عن فرض الشريعة الإسلامية على جميع أنحاء البلاد، مما أثار غضب الجماعات المسلحة الجنوبية التي كانت تدعو إلى الاستقلال والحصول على حقوقها السياسية والاقتصادية. وفي عام 1985، اندلعت انتفاضة شعبية ضد الحكومة، وتبعتها فترة طويلة من الاضطرابات والصراعات المسلحة في الجنوب والشمال.وتم تشكيل حكومة مؤقتة بزعامة سوار الذهب الذي تنازل عن الحكم ، وفي عام 1989قاد عمر البشيؤ انقلابا على حكومة الصادق المهدي ، وفي عام 1993 تم حل مجلس الثورة وتم تعيين عمر البشير رئيسا للجمهورية فقام بحل البرلمان عام 1999واعلن حالة الطواريء .

في عام 2003، بدأ التمرد في دارفور، وهي منطقة غربية في السودان، حيث شنت جماعات متمردة هجمات على الحكومة السودانية بسبب عدم الاهتمام والاستبداد والتهميش. وفي الأشهر والسنوات التالية، شهدت دارفور حربا دامية، حيث قتل ونزح مئات الآلاف من الناس. وقد تم تم توقيع اتفاق سلام عام 2005 وأصبح جون قرنق نائبا للرئيس  ، وفي عام 2011 استقل الجنوب بموجب استفتاء شعبي ، وقد تم الاطاحة بالرئيس البشير عام 2019 بعد الاحتجاجات الشعبية .

علاوة على ذلك، تعاني المناطق الحدودية في السودان من الاضطرابات والصراعات المسلحة، حيث تتنافس القبائل المختلفة على الموارد والسيطرة على الأراضي. ويشكل تدخل دول مجاورة مثل جنوب السودان وتشاد وليبيا عاملا معقدا يؤثر على الاضطرابات في هذه المناطق.

وفي الوقت الحالي، دبّ الصراع المسلح بين الجيش بزعامة البرهان وقوات الردع السريع بزعامة حميدتي وهما حليفان في اسقاط البشير ، لكن كل المحاولات مع الجانب المدني باءت بالفشل وسقطت كل الاتفاقات تحت وقع الرصاص بين المكونين العسكريين ، فهل سيخرج السودان من هذه الأزمة بسلام ؟

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *