
التوتر الذي تعيشه حكومة إسرائيل المتطرفة ، يفضي إلى مجموعة من التوترات في المنطقة المحيطة مما دعا إلى سخط الأعداء والأصدقاء ، ففي الداخل انقسمت إسرائيل إلى قسمين : أحدهما معارض للحكومة اليمينية المتطرفة ، وأخرى مؤيدة للتطرف وسفك الدماء الفلسطينية والاعتقالات ، وإطلاق يد المستوطنين المسلحة لقتل الفلسطينيين بحجة المقاومة التي تطلق عليها إسرائيل الإرهاب ، فكان لابد من ظهور شكل من أشكال المقاومة الفلسطينية التي أزعجت الكيان الصهيوني ، وتتصف المقاومة بأنها لا تنتمي إلى فصيل محدد من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، فجاءت على أثر ذلك حكومة متطرفة لم يكن لها مثيل في الحكومات السابقة ، مع أنّ كل حكومات إسرائيل فتكت بالشعب الفلسطيني ولم تقصر في هذا الجانب .
فقامت هذه الحكومة بانتهاكات داخلية في إسرائيل تمثلت في الإصلاح القضائي ، وقام بن غافير أحد أعضاءها باقتحام المسجد الأقصى ، وأقال أحد رجالات الأمن المسؤول عن القدس ، وطالب بتسليح المستوطنين ، وطالب المجتمعون في العقبة وشرم الشيخ بتهدئة الوضع في رمضان بحضور أمريكا ومصر والأردن والسلطة و إسرائيل ، ومع ذلك كان المتطرفون يطلقون كلاما في مضمونه عدم الالتزام بنتائج شرم الشيخ والعقبة ، لدرجة أنّ سموتريتش وزير المالية صرّح بإنكار وجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني ، كذلك طرح في باريس خريطة جديدة في المنطقة تضم الأردن وفلسطين تظهر أطماع إسرائيل التوسعية .
أما في حدود علاقتها مع الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث كان الرئيس بايدن عنيفا في تصريحاته ضد حكومة إسرائيل يوم 29/ 3/ 2023 ، مما يعني عدم رضا الإدارة الأمريكية عن سلوك الحكومة الإسرائيلية ، وكانت التصريحات التي انطلقت ضد بايدن علنية أن إسرائيل ليست نجمة في العلم الأمريكي ، وأنها مستقلة ولها سيادة والقول لبن غافير ، وهنا تتراكم مجموعة أسئلة في الخاطر ، هل أصبحت إسرائيل عبئا على أمريكا ؟ ، هل سترفع امريكا الغطاء عن إسرائيل ؟ هل تشكل إسرائيل شوكة في حلق أمريكا ؟ ، أم أنّ تصفية حسابات تجري بين إسرائيل والإدارة الديمقراطية في أمريكا ؟ ، وأخيرا هل أحرجت إسرائيل الولايات المتحدة التي تنادي بقيمها أمام العالم ولم يستفيد منها الفلسطينيون ؟.