مؤسسة عين السلطان للدراسات

انطلقت أعمال مؤتمر الأمن والسلام في ميونيخ بألمانيا يوم 17/2/2023 ، وجاءت هذه الدورة بعد مرور عام على الحرب الروسية الأكرانية ، ويحضر المؤتمر حوالي 450 من صنّاع القرار وقادة الرأي في العالم ، والمنظمات الدولية وغير الحكومية ، والإعلام ولفيف من من رجال الأعمال والبحوث وهيئات المجتمع المدني .

يركز المؤتمر على أوروبا والأمن الإقليمي والشراكة عبر الأطلسي ، وغالبا ما يكون المؤتمر على شكل منصة لإظهار التضامن الغربي مع أوكرانبا ، أو كما يطلقون عليه ” اجتماع الأسرة عبر الأطلسي ” وميزة هذا المؤتمر أنه جاء بعد الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية الأكرانية ، ولهذا فإن المؤتمر هذا العام يختلف عن العام الماضي بسبب الصراع القائم وقربه من أوروبا .

ومن أهم الملفات المطروحة للنقاش في هذا المؤتمر ما يسمى برأب خطوط الصدع العالمية ، وهو المحور الرئيس في الحوار حسب رأي مستشار السياسة الخارجية لأنجيلا ميركل – المستشارة السابقة لألمانيا – وسفيرها السابق في الأمم المتحدة كريستوف هيوسغن ، مما يحتاج إلى مضاعفة الحوار بسبب ما تواجهه أوروبا ، وتكشف بعض التقارير لهذا العام عن الرؤى المختلفة للنظام العالمي الجديد وكيفية الدفاع عن النظام الليبرالي القائم على أساس الرأسمالية ؟ وحلقة التنافس على النظام الدولي القادم .

ومن أهم ما طُرح خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده كريستوف هوسغن أنّ الحرب الروسية على أكرانيا هي انتهاك للحضارة ، لذلك كيف يمكن احترام النظام الدولي المبني على قواعد محددة ؟ وهل سيتوفر نظام عالمي تسيطر عليه قوة القانون أم شريعة الغاب ؟ ، ولذلك يرى بعض الغربيين أنّ رغبة الصين وروسيا في إعادة كتابة النظام الدولي رفعت مستوى الاستخدام الاستراتيجي للتعاون الإنمائي إلى مستوى آخر .

وهكذا تشعر أوروبا وأمريكا بالقلق من الصين ، حيث تحاول الصين زيادة علاقاتها مع الجنوب العالمي ، وهذا يشكّل خطرا قد تنجّر فيه تلك البلدان إلى منافسة القوى العظمي ،ولكنه يصنع فرصة أمام بلدان الجنوب للضغط من أجل نظام عالمي أكثر إنصافا .

واللافت في المؤتمر أنّ الحضور العربي غير ظاهر وأن القضايا العربية المختلفة وأهمها قضية فلسطين ، لا مكان لها في المؤتمر أم أنه قصور إعلامي لا يغطي الحدث ، مما يعني أنّ المؤتمر لا يهتم بالقضايا الجوهرية في العالم ، والتي تشكل بؤرة التوتر في الإقليم رغم أهمية الإقليم وتأثيره على العالم لأنه يشكّل بحيرة الطاقة ، إلا أنّ الاهتمام محدود بهذه المنطقة على اعتبار أنها تابعة لقوى دولية تسيطر على الإقليم ، أو لأنّ المؤتمر لايصدر عنه قرارات بقدر ما تكون تحذيرات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *