مؤسسة عين السلطان للدراسات

عندما بدأت الحرب الروسية ضد أوكرانيا في العام الفائت 2022، أو ماسميّت بالعملية الخاصة من قبل روسيا ، أدى ذلك لخلق مناخا دوليا متوترا ، إذ شعر الأوروبيون أنّ هذا اعتداء على أوروبا ،كما شعرت الولايات المتحدة الأمريكية  بالحرج لأنها تمثل القطب الأوحد في العالم  ولم تنجح في إيجاد مناخات سلمية في العالم ، على  العكس زاد التوتر بعد الحادي عشر من أيلول ، فانضمت إلى أوروبا  بدعم أوكرانيا بالمال والسلاح ضد روسيا الاتحادية  للحفاظ على موقعها الدولي ، ولهذا بدأت رقعة الصراع الدولي بالاتساع بسبب الموقف الأمريكي ، وشعور الأخيرة بأن ما يجري ليس في مصلحتها وعليها أن تدافع عن وجودها في قمة الهرم العالمي ، فبدأت بخلق مناخات متوترة على الكرة الأرضية بدءا من الصين وتايوان ، وجنوب شرق آسيا بالإضافة للشرق الأوسط الملتهب أصلا  .

لم تكن الصين راضية عما يجري في أوروبا بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا ، لكن سلوك الإدارة الأمريكية أثار شهيتها فبدأت تفكر في إعادة تايوان إلى حضنها كجزء من أراضيها تاريخيا ، فكان لا بد من جسّ النبض في أكثر من موقع وحالة ، كان آخرها المنطاد الذي أطلقته قبل أيام وهذا له آثاره على صيغة العلاقات الدولية وعلى التحديد الروسية الصينية ، مما أدى إلى دفع الإدارة الصينية لإعادة التموضع في إطار المنظومة الدولية ، فكان لا بدّ من خطوة في مواجهة السياسة الأمريكية تنعكس إيجابا على العلاقات الروسية الصينية ، فجاءت عملية إطلاق المنطاد والتي كان الهدف من وراءها  استفزاز الإدارة الأمريكية ، وهذه الخطوة تعني المساس بالسيادة الوطنية خاصة لدولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية ، مما يدفعها باتجاه الرد على هذا الاستفزاز الصيني ، فاختارت أمريكا الرد من خلال إسقاط المنطاد بدل إنزاله بدون تفجير ، تبع ذلك  من قبل أمريكا تأجيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكين للصين لبحث العلاقات الثنائية .

هذا الحادث شكّل حالة تصعيد وتوتر في المجال الدولي ، إذ تهدف الصين أيضا من ذلك إعادة تموضعها وتغذية التحالف الصيني الروسي ، لخلق مناخ يقود إلى طريق ومسار المفاوضات الدولية ، لإنجاز نظام دولي جديد يضمن مصالح الأطراف الدولية بشكل متوازن بالدرجة الأولى ، ويخلق اصطفافات إقليمية لطرح ملفات وقضايا الأقاليم الملتهبة وخاصة الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية  إضافة إلى إفريقيا وجنوب شرق آسيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *